“مقالة لداليا الحويل :

( الفراغ أرض خصبة للنباتات السامة ، والشيطان مزارع ماهر )

—————————————-

في مواقف الحياة ( الباردة ، الفارغة .

موقف متكرر سببه الفراغ : اختلفت في الرأي مع شخص وتراجعت أم تراجع هو ، ولكن الشيطان جعلها فرصة ليزرع بذور الفتنة بمهارة ماكرة ، مثال بسيط في شكله ، و عميق في أثره ، تحياتي لكل من يفهم الرسالة من عقل قاصر عن الوصول للحكمة الإلهية ، ولكنه يسعى لها بقرار ويأخذ بالأسباب بتحويل كل موقف إلى درس ويتعلم منه فيضيف على خبراته في الحياة لتكون موروثا طيبا .

تجاهلك الشخص ، اسمع الأصوات المتناقضة وتفحصها جيدا لتصل منها إلى قرار بمحرك فضائلك .

صوت داخلك يقول : صمت عني صمتا عقابيا ، تجاهلني ، فقلل مني .

الصوت الداخلي للآخر يقول : سأصمت صمتا واعيا ، وله أجندة أهداف نبيلة قد تنفعه وتنفع الاخر :

١ تهدئة المشاعر حتى لا تنفجر فتدوي في الفراغ ، هذا عندما تحتدم المشاعر حتى لا يشعل الكلام الموقف ، فالصمت المؤقت فرصة للهدوء واستعادة التوازن الداخلي لك وله ، يفيد جدا عندما يستسلم الآخر بسرعة لنداء المزارع الماكر ( الشيطان ) ، بردود أفعال ( غير جيدة ) .

٢ تجنب قول ما يندم عليه ( أنت تقول تجاهلني ) وهو يقول في ضميره : أنا غاضب فلن أجرح من أحبّ جرحا يصعب إصلاح أثره ، فضمن حماية لك وله .

٣ أعطاك وقت للتفكير ( أنت تقول : يستفزني ) وهو يقول : سأعطيه وقت للتفكير والتحليل المبني على خبراته السابقة معي ، لأن في التفكير تأمل يجعلك تجيب على الأسئلة التالية :

- هل المشكلة حقيقية ؟

- هل هي عابرة ؟

- هل تستحق المواجهة ؟

غاليا ستكون الإجابات :

لا توجد مشكلة حقيقية ( فتنة إبليسية فقط ) .

نعم عابرة لا تستحق الوقوف عندها .

الصمت المهذب الواعي ، جعل الإجابة على السؤال الأخير بسيطة جدا في الرسالة التالية : أنا منزعج واختار ان أتجاهلك حتى لا تكبر المشكلة بيني وبينك ( بوعي وقرار ) بأن لا اسلم قلبي للشيطان .

تجنبت اختلال العلاقة الشخصية بصمتي ، لأوسع المنظور فأحافظ على الحد الأدنى من العلاقة ، حتى لا يؤثر على إنتاجية الطرفين عندما ينتهي الفراغ ويبدأ العمل .

انتبه !!!! إذا قررت استخدام الصمت الواعي بأن تجعله ضارا ! كيف ؟

- إذا كان قاسيا ( سيعود عليك ) .

- إذا جعلته عقوبة فتحرم نفسك من التأمل والتفكير فتسلم قلبك للشيطان ( وأيضا سيعود عليك ) .

- إذا خلقت ندية غير منطقية ستعطي حق السيطرة للطرف الآخر للتقليل منك ، باختيارك أنت بتجاهل الاعتبارات الإنسانية والاجتماعية والأدبية .

أعتقد أن المعنى أصبح واضحا الآن للقلوب السليمة فقط : أن الصمت الواعي بين الناس في بيئة العمل ذكاء وليس هروب ، إيجابي وليس سلبي ، مؤقت وليس دائم ، فضع النهاية التي تناسبك